سعد و ChatGPT

أفتتح موقعي الشخصي – على الرغم من عدم اكتماله – بهذه المقالة عن Chat GPT هذا الإنجاز و الابتكار الرائع و النقلة النوعية التي سنجد تأثيرها على عالم البشر بالتأكيد. بدأت التجربة متأخرا عن اصدقائي – كعادتي دائما في التأجيل و  التسويف- لكنني دخلت و بدأت أطرح عليه الأسئلة و أحلل الإجابات لكن بعقلية المبرمج.

لماذا هذه الإجابة و من أين حصل عليها و كيف أنشأها؟

كان السؤال الأول -في اعتقادي- صعبا حيث سألته كيف ستنتصر الثورة السورية؟

لكن الإجابة كانت بسيطة يجب على جميع الأطراف الجلوس و التحاور … الخ الخ من هذا الكلام المنتشر على قنوات الأخبار سألته عن الدول التي تتدخل في سوريا فكانت الإجابة المعروفة البديهية و ذكر لي تلك الدول .. لكن الملاحظ بوضوح مدى تآلف النصوص و الأفكار و كأنها مكتوبة بواسطة شخص سألته عن اعتقاده بوجود إرهابيين في سوريا فلوّن لي السؤال بانه سؤال يخالف السياسات، أما الإجابة فنعم هناك داعش. هذه الإجابة المروجة إعلاميا لذلك لا جديد سوى انه قادر على توليف الأفكار و الجمل و إعادة صياغتها.

 

انتقلت الى موضوع اخر و سألته اريد أن أنشر ورقة بحثية فلم تكن إجابته بأفضل من البحث على جوجل، طلبت المزيد فلم يزد على أن أعاد الصياغة باستخدام عبارات و كلمات أكثر. لن يفيدني في شيء.

 

قررت الانتقال إلى موضوع آخر و هو تخصصي نظم المعلومات الإدارية فطلبت منه إحصائية بالكتب التي تختص بنظم المعلومات فقدم اعتذاره عدم قدرته على الإحصاء طلبت منه أسماء بعضا من هذه الكتب فذكر لي 7 كتب لا أعرفها، هنا لمعت عيناي فرحا لقد حصلت على معلومة جديدة لكني استغربت عدم ذكره لأي كتاب أعرفه مسبقا لمؤلفين مشهورين جدا مثل لاودن و أوبريان فقدم اعتذاره عن عدم ذكره لهما و أشاد بكتابهما و مساهمتهما. هنا اعتقدت أن المحتوى العربي ضعيف لدرجة أنه لم يصل إلى ChatGPT فخصصت سؤالي بالمحتوى العربي لأجد 7 كتب بأسماء غريبة لا أعرفها فتابعت القراءة و أنا مندهش من وجود كل هذه الكتب و جهلي بها حتى وجدت عنوانا في نظم المعلومات تأليف الدكتور طارق سويدان.!!! (الدكتور طارق ليس لديه كتاب في هذا المجال)

و هنا انتبهت إلى السراب الذي كنت مبهورا به و بدأت أضحك ثم بحثت عن أسماء الكتب و مؤلفيها المزعومين و بالطبع لا وجود لمثل هؤلاء المؤلفين و هنا تجلت ملكات السخرية و التهكم فسألته لماذا لم تذكر الدكتور سعد بيانوني و كتبه؟ و هنا أشاد بي و بكتبي التي لم أسمع عنها و لم أؤلفها على الرغم من أن لي منشورات على الانترنت من أوراق بحثية صغيرة و مقالات متناثرة هنا و هناك تقترب من أسماء و مواضيع الكتب التي نسبها لي فآثرت ان أحسن الظن فلعله ربطها باسمي وقررت أن أسأله سؤالا آخر لأتأكد فقلت له إن المؤلف سعد بيانوني لم يؤلف هذه الكتب فاعتذر مسرعا و أشاد مرة أخرى بجهودي العظيمة و ذكر ستة كتب أخرى لا أعلم عنها شيئا و لكن العناوين التي ألفها لكتبي التي لم أؤلفها أنا شخصيا كانت ذات طابع تخصصي أكثر من التي قبلها.

 و هنا قلت أكيد في واحد من مبرمجي chatGPT من جنسية عربيه مشهورة بأنها تعلم كل شيء و لا تقول لا أعلم!  و بدأت أفكر لماذا يقص و يلصق و يعفس لماذا لم يبرمج على أن يقول أنّ هذه المعلومات ناقصة عنده ؟ ثم فكرت بأنه يمكنني الاستفادة منه بإنشاء صفحة (هل تعلم) على الفيس و الاستعانة بأكاذيبه لملأ محتواها. نعم محتواه او إجاباته تشبه كثيرا صفحات الفيسبوك و التي تعج بالأكاذيب و الاختلاقات و من يكذب هذه الأكاذيب ينسبها إلى الدكتور الفلاني و البروفيسور  العلاني بل أحيانا ينسب تلك الأكاذيب إلى أشخاص حقيقيين.

 

و هنا صدمتني فكرة مخيفة ..  هل يا ترى الخطأ من البرمجة أم أن هذا المحتوى هو محتوى بشري فعلا قام ChatGPT فقط بتصنيفه و عرضه علي مرة أخرى ؟ ربما نجح المبرمجون ببرمجة عقل بشري ضمن الكمبيوتر بغض النظر عن صحة المعلومات و موثوقيتها. هذا ما ألمسه في خضم هذه المنشورات و الأكاذيب، أصبح من الصعب على العقل البشري اكتشاف الكذب .. فطالما وجدت ممن حولي من يتأثر يأكاذيب الفيسبوك و خرافاتها و حتى يتبناها. و لماذا نذهب بعيدا فقد استطاع ChatGPT أن يخدعني شخصيا و قد انطلت علي كذباته مرتين او ثلاثة. حفظكم الله أعزائي من كذب كذابي التواصل الاجتماعي و ChatGPT و في الختام هل يا ترى هذا المقال من تأليفي أم من تأليف ChatGPT؟

انقر على الصور لعرضها بشكل اوضح

ChatGPT


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *